ونصوص الكتاب والسنة وكتب سلف الأمة صريحة بتحريمه والتنديد
بالكاذب ولعنه وزجره، ويروى في الحديث أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " أترعون عن
ذكر الفاجر اذكروه بما فيه ليحذره الناس ".
وكم من كتاب ألف في الوضع والوضاعين والكذب والكذابين لكشفهم
وإسقاط حرمة أعراضهم بطرحهم من حساب مجتمعاتهم.
رابعاً: تحريم السرقة والانتحال: المعروف باسم " قرصنة الكتب ".
ومردّ هذا إلى قواعد الإسلام الكلية وأصوله التشريعية وجهود العلماء
في كشف غارات السارقين وعبث الورّاقين وأن هذا مسلك من لم يتحمل
أعباء العلم ولم يلجأ منه إلى ركن وثيق، فأراد أن ينتج قبل أن ينضج،
لكنه احترق، لكشف العلماء لسرقته وانتحاله وسطوه واختلاقه.
والحديث عن هذا يفوق الحصر في عدد من فنون العلم:
فهذا أبو عبيد القاسم بن سلام (المتوفى سنة 238 هـ) يحذر من
انتحال الشعر في مقدمة كتابه: (طبقات فحول الشعراء) .
وقد ألفت كتب في كشف السرقات في مختلف الفنون منها ما يلي:
في مجال الشعر: الوساطة بين المتنبي وخصومه للجرجاني (المتوفى
سنة 392 هـ) وكتاب الصناعتين للعسكري (المتوفى سنة 395 هـ) والإبانة
عن سرقات المتنبي للعميدي (م سنة 433 هـ) والحجة في سرقات ابن
حجة للنواجي (المتوفى سنة 859 هـ) .
وكتاب سرقات البحتري من أبي تمام (?) .