وقد ذكر الطحاوي في العقيدة (?) ، أن مذهب أهل السنة عدم الجدال
في القرآن وذكر الشارح من معانيه ... إنا لا نحاول في القراءة الثابتة، بل
نقرؤه بكل ما ثبت وصح، وذكر حديث ابن مسعود رضي الله عنه عند
البخاري في قصة رجل قرأ آية كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ خلافها وفيه قال
ابن مسعود فأخذت بيده فانطلقت به إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكرت فعرفت في
وجهه الكراهية وقال: " كلاكما محسن لا تختلفوا فإن من كان قبلكم
اختلفوا فهلكوا " قال الشارح: فنهى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الاختلاف الذي فيه
جحد كل واحد من المختلفين ما مع صاحبه من الحق.. ولهذا قال حذيفة
رضي الله عنه لعثمان رضي الله عنه:
أدرك هذه الأمة لا تختلف كما اختلفت الأمم قبلهم، فجمع الناس
على حرف واحد اجتماعاً سائغا وهم معصومون أن يجتمعوا على ضلالة
ولم يكن في ذلك ترك لواجب، إذ كانت قراءة القران على سبعة أحرف
جائزة لا واجبة رخصةً من الله تعالى وقد جعل الاختيار إليهم في أي حرف
اختاروه) . انتهى.
فتبين من هذا أن عثمان رضي الله عن إنما جمع الناس على حرف
واحد لا على قراءة واحدة، والإجماع منعقد على جواز الأخذ بالقراءة بكل
قناعة سبعية كما هو معلوم.
قال أبو شامة (?) ظن قوم أن القراءات السبع الموجودة الآن هي التي
أريدت في الحديث وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة.