قال أنس بن مالك: ما رأيت رسول الله أحسن هيئة منه في تلك الساعة (?) .
ثم رجع وانصرف الناس، وهم يظنّون أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أفاق من وجعه.
واطمأنّ أبو بكر لهذا الظنّ، فرجع إلى أهله بالسّنح في ضواحي المدينة (?) .
قالت عائشة: وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد فاضطجع في حجري.
ودخل علينا رجل من ال أبي بكر في يده سواك أخضر، فنظر رسول الله إلى يده نظرا عرفت منه أنّه يريده.
فأخذته فألنته له، ثم أعطيته إياه.
فاستنّ به كأشدّ ما رأيته يستنّ بسواك قبله، ثم وضعه.
ووجدت رسول الله يثقل في حجري.
فذهبت أنظر في وجهه.
فإذا نظره قد شخص، وهو يقول: «بل الرفيق الأعلى من الجنّة» .
قلت: خيّرت فاخترت، والذي بعثك بالحق..
وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم (?) .
وتسرّب النبأ الفادح من البيت المحزون وله طنين في الاذان، وثقل ترزح تحته النفوس، وتدور به البصائر والأبصار.
وشعر المؤمنون أنّ افاق المدينة أظلمات، فتركتهم لوعة الثّكل حيارى لا يدرون ما يفعلون.