تبعث بها إلى الشام، فيكون عيرها كعامة عير قريش، وكانت تستأجر الرجال وتدفع لهم المال مضاربة، وكانت قريش قوما تجارا، ومن لم يكن تاجرا من قريش فليس عندهم بشيء. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فلعلها ترسل إلي في ذلك)) فقال أبو طالب: إني أخاف أن تولي غيرك، فتطلب أمرا مدبرا.
فافترقا وبلغ خديجة ما كان من محاورة عمه له. وقبل ذلك ما قد بلغها من صدق حديثه، وعظم أمانته وكرم أخلاقه، فقالت: ما علمت أنه يريد هذا.
ثم أرسلت إليه فقالت: إنه دعاني إلى البعثة إليك ما بلغني من صدق حديثك وعظم أمانتك وكرم أخلاقك، وأنا أعطيك ضعف ما أعطي رجلا من قومك.
ففعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولقي أبا طالب، وذكر له ذلك فقال: إن هذا لرزق ساقه الله إليك.
فخرج مع غلامها ميسرة حتى قدم الشام، وجعل عمومته يوصون به أهل العير .. ثم حضر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سوق بصري فباع سلعته التي خرج بها وأشترى سلعة .. ثم انصرف أهل العير جميعا ..
ودخل عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخبرها بما ربحوا فسرت بذلك .. قالوا: وقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتجارتها، فربحت ضعف ما كانت تربح، وأضعفت له ما سمت له) (?).
...