(حججت في الجاهلية، فإذا رجل يطوف في البيت وهو يرتجز ويقول:

رب رد راكبي محمدا ... رده لي واصطنع عندي يدا

قلت: من هذا يعني. قال: عبد المطلب بن هاشم ذهبت إبل له فأرسل ابن ابنه في طلبها فاحتبس عليه، ولم يرسله في حاجة قط إلا جاء بها. قال: فما برحت حتى جاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، وجاء بالإبل. فقال: يا بني: لقد حزنت عليك كالمرأة حزنا لا يفارقني أبدا) (?).

«وعن أم أيمن قالت: (كنت أحضن النبي - صلى الله عليه وسلم - (أي أقوم بتربيته) فغفلت عنه يوما فلم أدر إلا بعبد المطلب قائما على رأسي يقول: يا بركة. قلت: لبيك. قال: أتدرين أين وجدت ابني؟ قلت: لا أدري. قالت: وجدته مع غلمان قريبا من السدرة، لا تغفلي عن ابني فإن أهل الكتاب ومنهم سيف بن ذي يزن (1) يزعمون أنه نبي هذه الأمة، وأنا لا آمن عليه منهم. وكان لا يأكل- يعني عبد المطلب- طعاما إلا يقول: علي بابني فأحضروه. وكان عبد المطلب إذا أتى بطعام أجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جنبه، وربما أقعده على فخذه، فيؤثره بأطيب طعامه) (?).

(قال ابن إسحاق: فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع جده عبد المطلب بن هاشم، وكان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة، فكان بنوه يجلسون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015