ولابد من اجتماع هؤلاء الثلاثة حتى تخالط حلاوة الإيمان حشاشة القلب. فتملك على المسلم حياته ووجوده. وتنقله إلى عالم من هذه العوالم، وأفق أرقى من هذه الآفاق. وبهذا الحب يصنع المؤمنون المعجزات، ويغيرون التاريخ، وينشئون المجتمع الإسلامي المنشود. بهذه الدفقة العاطفية الضخمة التي تكون المجرى العميق في وجودهم ونفوسهم.

هذا جانب.

والجانب الآخر. لا يقف عند حد تذوق حلاوة الإيمان فقط. بل يمضي بعيدا حتى ينفي الإيمان عمن لا يكون رسول الله (ص) أحب إليه من الخلق كلهم بلا استثناء كما روى أنس عن رسول الله (ص).

((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده ومن الناس أجمعين)) (?).

فلوجود أصل الإيمان، ولتذوق حلاوته. لابد من أن يكون الحب النبوي فوق كل شيء في حياة المسلم. والدعاة إلى الله تعالى. حين يغفلون هذا الجانب الشعوري. هذا الجانب الروحاني العاطفي الحي. إنما يغفلون سر هذا الوجود، يغفلون (الدينامو) المحرك لها. يغفلون القلب الذى ينبض بالحياة. ويتعاملون مع أشكال هذه الحياة وهيكلها لا مع حقيقتها وسرها. وحين يغدو رسول الله (ص) أولى بالدعاة من أنفسهم. بدل أن يدوروا حول ذاتهم وأنفسهم. عندها يغيرون ما في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015