عن عمر بن الحكم قال:
أعتق رسول الله ريحانة بنت زيد وكانت عند زوج محب لها مكرم، فقالت: لا أستخلف بعده أبدا، وكانت ذات جمال. فلما سبيت بنو قريظة، عرض السببي على رسول الله (ص). فكنت فيمن عرض عليه. فأمر بي فنزلت. وكان له صفي من كل غنيمة. فلما عزلت خار الله لي فأرسل بي إلى منزل أم المنذر بنت قيس أياما حتى قتل الأسرى. وفرق السببي، ثم دخل علي رسول الله، فتنحيت منه حياء فدعاني فأجلسني بين يديه فقال: ((إن اخترت الله ورسوله، اختارك رسول الله لنفسه.))) فقلت: إني أختار الله ورسوله، فلما أسلمت أعتقني (?) رسول الله وتزوجني وأصدقني اثنتي عشرة أوقية ونشا كما كان يصدق نساءه، وأعرس بي في بيت أم المنذر، وكان يقسم لي كما كان يقسم إلى نسائه. وضرب علي الحجاب.) (?)
وكان رسول الله (ص) معجبا بها، وكانت لا تسأله إلا أعطاها ذلك، ولقد قيل لها: لو كنت سألت رسول الله (ص) بني قريظة فأعتقهم وكانت تقول: لم يخل بي حتى فرق السبي. ولقد كان يخلو بها ويستكثر منها. فلم تزل عنده حتى ماتت مرجعه من حجة الوداع.
فدفنها بالبقيع. وكان تزويجه إياها في المحرم سنة ست من الهجرة) (1).
لقد كانت نهاية بني قريظة في قتل المقاتلة وسبي الذراري والنساء نهاية قاسية جزاء ما اقترفت أيديهم. ولكن عظمة النبوة التي تأسو الجراح،