(هـ) إدعاؤهم أنهم على الحق: وأتى رسول الله (ص) رافع بن حارثة وسلام بن مشكم ومالك بن الصيف ورافع بن حريملة. فقالوا: يا محمد. ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه، وتؤمن بما عندنا من التوراة، وتشهد أنها من الله حق؟. قال: ((بلى. ولكنكم أحدثتم وجحدتم ما فيها مما أخذ الله عليكم من الميثاق فيها، وكتمتم ما أمرتم أن تبينوه للناس. فبرئت من أحداثكم))). قالوا: فإنا نأخذ بما في أيدينا فإنا على الحق والهدى، ولا نؤمن بك ولا نتبعك. فأنزل الله تعالى فيهم {قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين (?)}. (?).
ومن أجل ذلك جاء القرآن الكريم. ففضحهم في تاريخهم كله، وفضح مواقفهم من أنبيائهم. وكشف خبث معدنهم، وسوء طويتهم، وعصيانهم ربهم، واستهزاءهم بآيات الله.
وكانت هذه الأمور كلها مخفية عن الناس، بينما يظهرون أنهم حملة كتاب الله. وأنهم شعب الله المختار. الذي يملك القوامة على البشرية.