يا محمد أما يعلمك هذا إنس ولا جن؟ فقال لهم رسول الله (ص): (أما والله إنكم لتعلمون أنه من عند الله وأني لرسول الله تجدونه مكتوبا في التوراة))). فقالوا: يا محمد فإن الله يصنع لرسوله إذا بعثه ما يشاء ويقدر منه على ما أراد. فأنزل علينا كتابا من السماء نقرؤه ونعرفه. وإلا جئناك بمثل ما تأتي به) (?).
إنهم يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون.
(هـ) تهجمهم على ذات الله:
قال ابن إسحاق: وحدثت عن سعيد بن جبير أنه قال: (أتى رهط من يهود إلى رسول الله (ص) فقالوا: يا محمد، هذا الله خلق الخلق. فمن خلق الله؟ قال. فغضب رسول الله (ص) حتى انتقع لونه ثم ساورهم (?) غضبا لربه. فجاء جبريل عليه السلام فسكنه فقال: خفض عليك يا محمد. وجاءه من الله بجواب ما سألوا عنه: {قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد}.
فلما تلاها عليهم، قالوا فصف لنا يا محمد كيف خلقه؟ كيف ذراعه؟ كيف عضده؟. فغضب رسول الله (ص) أشد من غضبه الأول، وساورهم. فأتاه جبريل عليه السلام فقال له مثل ما قال له أول مرة. وجاءه من الله تعالى بجواب ما سألوه {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه