كنت أحب ولد أبي إليه، وإلى عمي أبي ياسر. لم ألقهما قط مع ولدهما إلا أخذاني دونه. قالت: فلما قدم رسول الله المدينة، ونزل قباء في بني عمرو بن عوف. غدا عليه أبي حيي بن أخطب وعمي أبو ياسر مغلسين. فلم يرجعا حتى كانا مع غروب الشمس. قالت: فأتيا كالين كسلانين قنطين يمشيان الهوينى. قالت: فهششت إليهما كما كنت أهش من قبل. فوالله ما التفت إلي واحد منهما، مع ما بهما من الغم قالت: وسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي حيي بن أخطب: أهو هو؟؟ قال: نعم. قال: أتعرفه وتثبته.؟. قال: نعم: قال: فما في نفسك منه قال: عداوته والله ما بقيت.) (?).

وهكذا افترق الموقفان في يهود. قاد الأول عبد الله بن سلام. فلم يتبعه إلا أهله، وتحرك الغدر والمكر والحسد والكيد عند حيي بن أخطب. فقاد الموقف الثاني. وتبعته كل يهود. وبقي يؤجح نار الحرب حتى احترق فيها وقتل يوم غدر بني قريظة. وقال:

لا بأس، ملحمة وقدر كتبها الله على بني إسرائيل. والله ما لمت نفسي في عداوتك. ولكنه من يخذل الله يخذل.

ولئن كان أبو جهل فرعون هذه الأمة. فحيي بن أخطب أبو جهل يهود وفرعونهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015