وأخبرهم أنه يريد الروم) (?) لاشك أن رسول الله (ص) قد حقق ذروة النجاح في هذا الجيش الذي بلغ مائة ضعف جيشه الأول في بدر.

وبدون أن يستعمل الإرهاب والسجن، والإعدام للخيانة العظمى. إنما تم هذا الأمر فقط. من خلال الحث والدعوة والتذكير بالجهاد. وما عرفت أمة في الأرض. تقاد بدافعها القلبي. دون رهبة.

أو رعب أو فتك. كما عرفت هذه الأمة. في هذا الجيل الرائد .. وهذه القيادة النبوية التي غيرت وجه الدين، وجمعت كل الطاقات المسلمة في الأرض العربية. لتكون في مواجهة العدو.

2 - ومن أين يزود هذا الجيش بالمال؟ إنه يحتاج إلى ميزانية سنوية عامة. وقد سدها أفراد أفذاذ. أغنياء. حملوا أعباء التعبئة المادية. بل بلغ جهد فرد واحد فيه أن جهز ثلث الجيش: (وأول من حمل صدقته أبو بكر الصديق رضي الله عنه. جاء بماله كله، أربعة آلاف درهم. فقال له رسول الله (ص): هل أبقيت شيئا؟ قال: الله ورسوله!. وجاء عمر رضي الله عنه بنصف ماله .. وحمل العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه مالا يقال إنه تسعون ألفا، وحمل طلحة بن عبيد الله مالا، وحمل عبد الرحمن بن عوف مائتي أوقية، وحمل سعد بن عبادة ومحمد بن مسلمة مالا.

وتصدق عاصم بن عدي بتسعين وسقا من تمر. وجهز عثمان بن عفان رضي الله عنه ثلث ذلك الجيش. فكان من أكثرهم نفقة. حتى كفى ثلث ذلك الجيش مؤونتهم، حتى إن كان ليقال: ما بقيت له حاجة!!

فجاء بألف دينار ففرغها في حجر النبي (ص). فجعل يقلبها ويقول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015