بينهم وبين البيب الحرام.
2 - لقد تغير الموقف والاتجاه مع الرسول (ص)، منذ أن كانوا في الثنية التي تهبط منها على الحديبية، وبركت الناقة هناك.
لقد كانت الاستشارة قبل بروك الناقة قائمة، في المواجهة أو غزو ذراري المشركين، وحتى في نزول الأمكنة، لكن بروك الناقة يعني تطورا جديدا في الخطة النبوية عبر عليه الصلاة والسلام عنها بقوله: ((ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخلق، ولكنها حبسها حابس الفيل)) وحابس الفيل حال دون أبرهة ومكة، ولهذا أعلن عليه الصلاة والسلام ملامح الخطة الجديدة المتطورة: ((والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها)).
وهذا التطور تم من غير مشورة، إنما ثم بتوجيه رباني صرف، قرر عليه الصلاة والسلام على ضوئه الانتقال من المواجهة إلى المصالحة أو الهدنة ما أمكن ذلك.
3 - ولكنها ليست الهدنة أو المصالحة عن ضعف، بل هي من موطن القوة. ورسل قريش الذين جاؤوا أربعة:
بديل بن ورقاء: وهو متهم بتحيزه لمحمد (ص)، لكن الرسالة التي حملها بثت الرعب في قلب القوم.
عروة بن مسعود: الذي استنجد بثقيف فلم تنجده فجاء بأهله وخاصته ليظاهر قريشا ضد محمد (ص)، ولقد أبدى المسلمون أمام عروة ابن مسعود من القوة والانضباط والتفاني بقيادتهم ما أذهل عروة. يقتتلون على وضوئه، يبتدرون نخامته فيدلكون بها وجوههم، وكان لا بد من هذه