الله أتحب ذلك، أخرج ثم لا تكلم أحدا منهم حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك. فقام فخرج فلم يكلم أحدا حتى فعل ذلك، نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه. فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد يقتل بعضهم بعضا غما) (?).

...

1 - ((الآن نغزوهم ولا يغزونا)) لقد ابتدأت المرحلة الجديدة، وتحرك المسلمون نحو مكة: صحيح أنهم قاصدو العمر. لكن هذا التحرك بحد ذاته إيذان بمنطلق جديد، محفوف بالأخطار، فلن ترضى مكة ببساطة هذا التحدي، وقد عبأت كل قواتها من بني عامر بن لؤي وكعب بن لؤي والأحابيش (قريش الظواهر وقريش البطاح) أهل مكة والأعراب المجاورون حولها. يعاهدون الله أن لا يدخل محمد مكة عنوة أبدا. وقد أبدى عليه الصلاة والسلام استعداده للمواجهة مرتين:

الأولى: حين بلغه تجمع قريش لمواجهته فقال: ((أم ترون أن نؤم البيت، فمن صدنا قاتلناه)).

الثانية: في الرسالة التي بعثها مع بديل بن ورقاء: ((إنا لم نجىء لقتال أحد، ولكنا جئنا معتمرين .. وإن أبوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي، أو لينفذن الله أمره)).

قبل عام كانوا محاطين بعشرة آلاف مقاتل من فوقهم ومن أسفل منهم، وهم الآن على مشارف مكة، يستعدون للمواجهة مع من يحول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015