2 - إن جو أحد يختلف تماما عن جو بدر، ففي بدر: {إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور} (?).

وفي أحد: {.. حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين} (?).

في بدر .. علم الله تعالى ما في صدور المؤمتين، وأنهم يستحقون النصر، على ضعفهم وعجزهم وقلة عددهم وعددهم، فأرسل جنوده من الريح والحصى والنعاس والماء، وجنوده من الملائكة، وجنوده الذين تحكموا حتى في عيون المؤمنين والمشركين، وسلم من الابتلاء، فكان النصر الذي لم يعرف التاريخ مثيلا له.

أما في أحد، فلم يسلم الله تعالى بعد أن سلم ابتداء {ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه} ولم تكن ذات الصدور في أحد كما كانت في بدر، فلقد كان الفشل والتنازع في الأمر، والمعصية، وحب الدنيا، وبرز هذا كله من بعد ما أراكم ما تحبون، أي من بعد نصر الله ابتداء .. فكان قدر الله الذي لا يرد، أن تكون العقوبة مباشرة

{... ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ..}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015