كانت بدر من حيث آثارها الخطيرة ظاهرة أرضية، وظاهرة كونية شارك بها الإنس والجن والملائكة.
ففي عالم الأرض وعالم البشر نذكر أن سورة الروم عندما نزلت كانت تمثل آمال وطموحات عشرات المسلمين في مكة أن ينتصر الروم أهل الكتاب في الأرض على الفرس الوثنيين في الأرض، حيث كان الفرس والروم يقتسمون الأرض آنذاك، وكان هؤلاء العشرات من المسلمين، والمئات من المشركين غفلا في التاريخ وأحداثه يتفرجون على صناعة الكبار في الأرض، ونذكر كيف تم الرهان بين أبي بكر رضي الله عنه وأبي بن خلف (?) على نصر الروم بعد بضع سنوت {ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون} (?).
1 - وتحقق موعود الله جل شأنه، فانتصر الروم بعد تسع سنين من هزيمتهم أمام الفرس، وفرح المؤمنون بنصر الله، وكان وعد الله الذي لا يخلف، ولكن أكثر الناس لا يعلمون .. هذا هو المدى الأقرب
للآيات. أما المدى الأعمق، فكان أكبر وأضخم من تاريخ البشرية. لقد فرح المؤمنون بنصر الله يوم بدر، ويوم نصرهم جاءت أخبار انتصار