يحيى بن حبان، حتى وقف على رجل من العرب فسأله عن قريش وعن محمد وأصحابه وما بلغه عنهم، فقال الشيخ: لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما. فقال رسول الله (ص) ((إذا أخبرتنا أخبرناك)) قال: أوذاك بذاك؟ قال: ((نعم)) قال الشيخ: فإنه قد بلغني أن محمدا وأصحابه خرجوا في يوم كذا وكذا، فإن كان صدق الذي أخبرني فهم اليوم بمكان كذا وكذا، للمكان الذي به رسول الله (ص)، وبلغني أن قريشا خرجوا في يوم كذا وكذا، فإن كان الذي أخبرني صدقني فهم اليوم بمكان كذا وكذا، للمكان الذي به قريش .. فلما فرغ من خبره قال:
ممن أنتما؟ فقال رسول الله (ص): ((نحن من ماء)) ثم انصرف عنه، فقال الشيخ: ما من ماء؟ أمن ماء العراق؟) (?).
2 - ثم رجع رسول الله (ص) إلى أصحابه، فلما أمسى بعث علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص في نفر من أصحابه إلى ماء ببدر يلتمسون الخبر له، فأصابوا راوية لقريش فيها أسلم غلام بني الحجاج، وعريض أبو يسار غلام بني العاص بن سعيد، فأتوا بهما سألوهما ورسول الله (ص) قائم يصلي، فقالا: نحن سقاة قريش بعثونا نسقيهم من الماء، فكره القوم خبرهما، ورجوا أن يكونا لأبي سفيان، وأصحاب العير فضربوهما. فلما أذلقوهما قالا: نحن لأبي سفيان ونحن من العير. فتركوهما وركع رسول الله (ص)، وسجد سجدتيه ثم سلم، وقال: ((إذا صدقاكم ضربتموهما، وإذا كذباكم تركتموهما، صدقا والله، إنهما لقريش .. أخباني عن قريش؟) قالا: هم والله وراء هذا الكثيب