بينما قاد عليه الصلاة والسلام الغزوات الأربع بنفسه وهذا كله كان قبل بدر.

وهو درس للدعاة في الأرض، أنه لن تنتصر دعوة الله فيها، إلا إذا كان الدعاة وأهلهم وأولادهم وأقاربهم وذويهم هم الوقود الأول فيها، ويوم نبحث عن الإخفاق الذي يتلقاه الدعاة اليوم نجد من أهم أسبابه ضن قادة الدعوة بأقاربهم وذويهم وأبكارهم عن الجهاد والمعركة.

وقد نجد سببا كبيرا من الأسباب الكثيرة فيه كذلك أن الدعاة للوعظ والإرشاد والمطلوب من الناس التضحية والفداء، وأن يكونوا النماذج الحية في الاستشهاد، ولن تنتصر دعوة بهذا اللون لا يلتحم فيها القول بالفعل، والوعظ بالبذل، ولنا في رسول الله الأسوة الحسنة.

5 - وغني عن البيان، ما تحمله هذه السرية من أساليب العمل العسكري الدقيق المنظم، فالهدف الأقرب يعرفه الجنود وقياداتهم، أما الهدف الأبعد فقد يكون من اختصاص المخطط أو القائد الأول. ويكن أن تطلع عليه القائد المباشر في حينه، فالرسالة لا تفتح إلا بعد مسيرة يومين، وهو تدريب ذو جوانب متعددة على السرية، والطاعة، والانضباط، وضبط النفس.

6 - وأخيرا هذا التخيير بعد وضوح الهدف، فلا يكره أحد على الخروج، فمن شاء رجع. فلم يتخلف أحد من الثمانية الذين ساهموا في هذه السرية، وهو يدل على المستوى الرائع من التربية الذي تلقاه أصحاب مدرسة الأرقم، والسابقون الأولون من المهاجرين.

7 - والاختيار الذي أراده (ص) لقيادة هذه السرية، ليس اختيارا اعتباطيا أو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015