الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور} (?).
((رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد)) (?).
فالفساد في الأرض قائم ما لم يكن الجهاد. والآية الثانية تفسر هذا الفساد، بأنه منع ذكر الله في الأرض، وهدم بيوت العبادة والطاعة لله في الأرض، واجتثاث هذه العقيدة من الناس، ليكون الحكم للطواغيت، فلا يعبد الله في الأرض.
((اللهم إن تلك هذه العصابة، فإن شئت أن لا تعبد في الأرض)) (?).
هذا من الناحية السلبية، ولا يكفي أن يكون الجهاد فقط هو أن يسمح بذكر الله، وأن يسمح بحرية العبادة، وأن يسمح بحرية القول.
هناك هدف أبعد هو إقامة شريعة الله في الأرض، وتنفيذ منهجه فيها بحيث تكون الحاكمية له وحده في هذا الوجود. {وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله} (?)
والتمكين في الأرض يرافقه إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر {وعدا الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا} (?).