أسعد بن زرارة، صاحب العقبات الثلاث، والشاب الذي يتوقد قوة وحيوية، الذي خاض غمار المواجهة في المدينة حتى أرسى دعائم الإسلام فيها. وشهد رسول الله (ص) لبني النجار بالخيرية فقال: ((إن خير دور الأنصار دار بني النجار. ثم عبد الأشهل، ثم دار بني الحارث، ثم بني ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير} (?). وبلغ من إكرام الرسول (ص) لهم أن كان نقيبهم بعد وفاه نقيبهم أسعد بن زراره. فقد ذكر ابن إسحاق عن عاصم عن عمر بن قتادة أن بني النجار سألوا رسول الله (ص) أن يقيم لهم نقيبا بعد أسعد بن زرارة، فقال: ((أنتم أخوالي وأنا بما فيكم وأنا نقيبكم)) وكره أن يخص بها بعضهم دون بعض، فكان من فضل بني النجار الذي يعتدون به على قومهم أن كان رسول الله (ص) نقيبهم) (?).

وسبيقى المسجد بالنسبة للمسلمين رمز انتصاراتهم، لا على أنه دار عبادة فحسب، بل هو دار حياة المسلم، وحين نرى المساجد الضخمة اليوم تملأ الآفاق في كل أصقاع الأرض، ونرى زينتها وزحرفها وتفوقها كثيرا في البناء، لكننا لا نجد في داخلها تلك الحيوية التي تمثل انطلاقة الإسلام، فالمسجد يحكم البيت، ويحكم الشارع، ويحكم الحاكم، ويحكم الحياة .. لكنه تحول في واقعنا إلى بيت للصلاة فقط، وفي بعض البلدان هو بيت الخوف والرعب، فالشاب الذي يدخله معرض للفتنة والابتلاء والموت، نذكر هذه المساجد أمام القلعة الأولى للإسلام في المدينة، والتي تحركت منها الكتائب التي حكمت ثلثي الأرض آنذاك .. هذه القلعة نستمع إلى وصف دقيق لها:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015