رضوان الله عليها، فقد قال النبي (ص) لأبي بكر: ((أخرج من عندك} فقال أبو بكر: (هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله). ورضي رسول الله (ص) أن يتحدث بموضوع الهجرة أمامها وهي زوجه، وهي في هذا السن، ونقلت لنا الأحداث ووعتها وكأنها جزء منها، ولم يتسرب خبر واحد عن طريقها، وهي الصبية التي لا تزال تلعب مع رفيقاتها، وتكون واحدة من المجموعة التي تعد على أصابع اليد، وتعرف بموضوع الهجرة النبوية.
ولا ننسى دور أم معبد رضي الله عنها، وقد احتفت برسول الله (ص) واستضافته، ثم وصفه لزوجها في أروع بيان وأبهى وصف.
12 - وحتى الزبير رضي الله عنه وهو في عرامة الشباب قيض الله تعالى له أن يشارك في عملية الهجرة، فيكسو رسول الله (ص) وصاحبه أبا بكر الثياب البيض، يقدمان بها إلى المدينة.
13 - ولا ننسى بعد ذلك أبدا الهجرات الفردية التي قام بها شباب الصحابة وكهولهم يقطعون الفيافي والقفار بلا راحلة، أو بلا زاد، ونفسهم تتوق لرؤيا مهاجر رسول الله (ص)، وأن يعبدوا الله بلا فتنة ولا خوف ولا إرهاب.
لقد كان عليه الصلاة والسلام يمثل القائد الفذ في الوجود، الذي يختار أقدر العناصر على تأدية الدور المطلولب منها فيفجر طاقاتها، ويعطيها من الدور ما يتناسب مع إمكاناتها، سواء كانت الطاقات أطفالا (جابر وعائشة) أو رجالا وفتيات (أسماء وعبد الله) أو نساء (أم عمار وأم منيع)، فيؤدي كل