معهم مصعب بن عمير .. وأمره أن يقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام، ويفقههم في الدين، فكان يسمى المقرىء بالمدينة).

3 - والتطور السريع الذي تم في المدينة دفع رسول الله (ص) أن يغير خطته، فبعد أن كان طلب الحماية والنصرة هو الهدف الرئيسي، عند القبائل سواء أأسلموا أم لم يسلموا إذا بالمدينة تصبح قلعة ضخمة من قلاع الإسلام، ولم يتم هذا الأمر مع ذلك بسهولة، ولتشهد تطور الأمر فيها كيف تم. فعن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال:

(... ثم بعثوا إلى رسول الله (ص) أن ابعث إلينا رجلا من قبلك يدعو الناس بكتاب الله فإنه أدنى أن يتبع. فبعث إليهم رسول الله (ص) مصعب بن عمير أخا بني عبد الدار، فنزل في بني غنم على أسعد بن زرارة، فجعل يدعو الناس ويفشو الإسلام ويكثر أهله، وهم في ذلك مستخفون بدعائهم.

ثم إن أسعد بن زرارة أقبل هو ومصعب بن عمير حتى أتيا بئر مرى أو قريبا منها، فجلسوا هنالك، وبعثوا إلى رهط من أهل الأرض، فأتوهم مستخفين، فبينما مصعب بن عمير يحدثهم ويقص عليهم القرآن أخبر بهم سعد بن معاذ، فأتاهم فيه ومعه الرمح حتى وقف عليه فقال: علام يأتينا في دونا بهذا الوحيد الطريد الطريح الغريب يسفه ضعفاءنا بالباطل ويدعوهم لا أراكما بعد هذا بشيء من جوارنا، فرجعوا، ثم إنهم عادوا الثانية ببئر مرى أو قريبا منها، فأخبر بهم سعد بن معاذ الثانية، فواعدهم بوعيد دون الوعيد الأول، فلما رأى أسعد منه لينا قال: يابن خالة اسمع من قوله، فإن سمعت منه منكرا فاردده يا هذا منه، وإن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015