(.. وكذلك قال في آخر الحديث: ((هي خمس، وهي خمسون، والحسنة بعشر أمثالها))، فتأول رسول الله (ص)، على أنها خمسون بالفعل، فلم يزل يراجع ربه حتى بين له أنها خمسون في الثواب لا بالعمل، فإن قيل: فما معنى نقصها عشرا بعد عشر، قلنا: ليس كل الخلق يحضر قلبه في الصلاة من أولها إلى آخرها، وقد جاء في الحديث أنه يكتب له منها ما حضر قلبه منها، وأن العبد يصلي الصلاة فيكتب له نصفها وربعها حتى انتهى إلى عشرها، ووقف، فهي خمس في حق من كتب له غشرها، وعشر في حق من كتب له أكثر من ذلك، وخمسون في حق من كملت صلاته وأداها بما يلزمه من تمام خشوعها، وكمال سجودها وركوعها) (?).

وحيث بقيت الصلاة خمسا من حيث الأداء، فلم يعد من عذر لمسلم بترك واحدة منها، وفوات صلاة واحدة من غير نسيان، ذنب لا يعادله ذنب، لأنها تخل عن مناجاة الرب جل وعلا، والوقوف والمثول بين يديه.

وحري بالمسلم، وقد سمع ما أكرم الله تعالى به نبيه حين أحضره إليه وعرض عليه عليه الصلاة والسلام، وما كان من تلك المراجعة المستمرة من أجل التخفيف عنه حتى عدت خمسا في العمل وخمسين في الثواب، حري بالمسلم وقد سمع هذا كله أن يحافظ على هذه الصلوات الخمس ويتطهر بها يوميا من ذنوبه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015