رفع الله تعالى له بيت المقدس ليصفه للناس رأي عين. وجاء بدلائل من الوقائع الحسية لتصديق خبره.

لقد كان رسول الله (ص) في غنى عن الشرب، وفي غنى عن الدلالة على البعير الذي ند وهو ماض في أعظم رحلة تكريم له، ولكنها الوقائع الحسية لدفع حجتهم، وإثبات صحة الخبر.

وما يفعله الدعاة اليوم، بالاستشهاد بحقائق العلم التي جاءت مصداقا لما جاء به الله تعالى ورسوله، وتحقيقا لقول الله عز وجل:

{سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ..} (?) هو منطلق سليم وطيب. لكن الفرق كبير بين إثبات حقائق الدين من خلال الإيمان المطلق بحقائق العلم، وكأنما الدين مفتقر لذلك حتى يصح، وبين اليقين بأن الله تعالى الذي أنزل الدين هو الذي علم الناس ما يجهلون، وفقههم في دينه من خلال تجلية آياته في الأنفس وفي الآفاق.

4 - {وما جعبا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ..} فالرسول (ص) مقدم على مرحلة جديدة، مرحلة الهجرة، والانطلاق لبناء الدولة ويريد الله تعالى للبنات الأولى في البناء أن تكون سليمة قوية متراصة متماسكة.

وجعل الله تعالى هذا الاختبار والتمحيص، ليخلص الصف من الضعاف المترددين والذين في قلوبهم مرض، ويثبت المؤمنين الأقوياء والخلص.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015