خالط الإسلام بشاشة القلوب، فلن يرضى أهله بديلا من حكمه فيهم.

ومن أجل هذا يحسن أن يفقه الدعاة هذا الجانب، فلا تكون الانطلاقة من الحدة والتعميم المتعسف أن كل الأنظمة التي لا تحكم بالإسلام سواء. ويجب حربها جميعا، وإزاحتها، لأنها أنظمة كافرة جاهلية.

لا بد من الوعي لدروس السيرة النبوية وفقهها، أن الحكم على النظام والسلطة - بغض النظر عن الحكم الذي ينطلق منه - إنما يكون من خلال موقف هذا النظام من الدعوة والدعاة، وإمكانية التعايش معه أو مساندته قائمة بمقدار ما يتيح الحرية لهذه الدعوة أن تنتشر وتبلغ، وضرورة المواجهة معه قائمة حين يفرض الحرب المدمرة على دعاة الإسلام لإبادتهم واستئصالهم.

4 - وتبقى هذه النماذج المذكورة نبراسا أمام الدعاة في الصبر على مشاق الدعوة، وتحمل تبعاتها، فلا يهن الدعاة لصد يواجههم، ولا يستكينوا لمقاومة تود تحطيمهم وتحطم دعوتهم، وأن يوطنوا هذه النفوس على مثل هذه الاحتمالات من المواجهة، والمحاربة، والتشويه، فليس أحد أكرم على الله تعالى من رسوله وقد لاقى ما لاقى. حتى ليهدد بضرب عنقه، ويرمى عن ناقته، وتعبأ المجالس بالدعاية ضده بجنونه وسحره، فهذا هو قدر الدعاة، وهذا هو طريق النصر {إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل

شي قدرا} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015