اجتمعوا بأرض الحبشة، فكانوا بها، منهم من خرج بأهله معه، ومنهم من خرج بنفسه لا أهل له معه.

فكان جميع من لحق بأرض الحبشة، وهاجر إليها من المسلمين سوى أبنائهم الذين خرجوا بهم صغارا وولدوا بها، ثلاثة وثمانين رجلا إن كان عمار ابن ياسر فيهم.

وكان مما قيل من الشعر في الحبشة، أن عبد الله بن الحارث بن سهم، حين أمنوا بأرض الحبشة وحمدوا جوار النجاشي، وعبدوا الله لا يخافون على ذلك أحدا، وقد أحسن النجاشي جوارهم حين نزلوا به، قال:

يا راكبا بلغن عني مغلغلة (?) ... من كان يرجو بلاغ الله والدين

كل امرىء من عباد الله مضطهد ... ببطن مكة مقهور ومفتون

أنا وجدنا بلاد الله واسعة ... تنجي من الذل والمخزاة والهون

فلا تقيموا على ذل الحياة وخز ... ي في الممات وعيب غير مأمون

إنا تبعنا رسول الله واطرحوا ... قول النبي وعالوا في الموازين

فاجعل عذابك بالقوم الذين بغوا ... وعائذا بك أن يعلو فيطغوني) (?)

قريش تحاول إعادة المهاجرين إليها:

وما كان لمكة أن تصبر على هذا الموقع الجديد الذي به محمد (ص)، حتى ولو كان في الحبشة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015