وفتيان بني هاشم معه الذين كانوا يحمون النبي (ص)) ومنهم الزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة المخزومي، وعثمان بن عفان الأموي ... وغيرهم.
وهاجرت نساء كذلك من أوساط البيوت الكبيرة في قريش، وأبناؤها الكرام المكرمون، يهاجرون بعقيدتهم، فرارا من الجاهلية، تاركين وراءهم كل وشائج القربى، في بيئة قبلية تهزها هذه الهجرة على هذا النحو هزا عنيفا، وبخاصة حين يكون من بين المهاجرين مثل أم حبيبة، بنت أبي سفيان زعيم الجاهلية، وأكبر المتصدين لحرب العقيدة الجديدة وصاحبها .. ولكن مثل هذه الأسباب، لا ينفي احتمال أن تكون الهجرة إلى الحبشة أحد الاتجاهات المتكررة في البحث عن قاعدة حرة، أو آمنة على الأقل للدعوة الجديدة .. وبخاصة حين نضيف إلى هذا الاستنتاج ما ورد عن إسلام نجاشي الحبشة، ذلك الإسلام الذي لم يمنعه من إشهار إلا ثورة البطارقة عليه، كما ورد في روايات صحيحة) (?).
ونستطيع أن نتأكد من هذه المعاني من خلال المقابلة العظيمة التي تمت بين جعفر والنجاشي بعد المحاولة الضخمة التي قامت بها قريش لتحطيم هذه القاعدة الآمنة الجديدة.
قال ابن إسحاق:
ثم خرج جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وتابع المسلمون حتى