فالجيل الأول الذي تربى من خلال المحنة، هو جيل فريد، أقدم على اختيار طريق الإسلام ويعرف تكاليف هذا الطريق، يستوي في هذا الأمر الحر الكريم في قومه، والعبد والمرأة والصبي.
(أ) (فذاك أبو بكر سيد عشيرته، لقيه سفيه من سفهاء قريش، وهو عامد إلى الكعبة، فحثا على رأسه ترابا، فمر بأبي بكر الوليد بن المغيرة أو العاص بن وائل فقال أبو بكر: ألا ترى إلى ما يصنع هذا السفيه؟
قال: أنت فعلت هذا بنفسك. قال وهو يقول: أي رب ما أحلمك!
أي ربي ما أحلمك! أي رب ما أحلمك!) (?).
(ب) وذاك راعي الغنم عبد الله بن مسعود
قال ابن إسحاق: وحدثني يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه قال:
كان أول من جهر بالقرآن بعد رسول الله (ص) بمكة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: اجتمع يوما أصحاب رسول الله (ص) فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط، فمن رجل يسمعهموه؟
فقال عبد الله بن مسعود: أنا؛ قالوا: إنا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلا له عشيرة يمنعوه من القوم إن أرادوه، قال: دعوني فإن الله