أقبل نحوه، حتى إذا دنا منه، رجع منهزما منتقعا لونه مرعوبا قد يبست يداه عل حجره، حتى قذف الحجر من يده، وقامت إليه رجال قريش، فقالوا له: ما لك يا أبا الحكم؟ .. قال: قمت إليه لأفعل ما قلت لكم البارحة، فلما دنوت منه عرض لي دونه فحل من الإبل لا والله ما رأيت مثل هامته .. ولا مثل قصرته (?) ولا أنيابه لفحل قط، فهم بي أن يأكلني.

قال ابن إسحاق: فذكر لي أن رسول الله (ص) قال: (ذلك جبريل عليه السلام، لو دنا لأخذه) (?).

2 - (... فخرج عمر يوما متوشحا سيفه يريد رسول الله (ص) ورهطا من أصحابه قد ذكروا له أنهم قد اجتمعوا في مبيت عند الصفا، وهم قريب من أربعين ما بين رجال ونساء ومع رسول الله (ص) عمه حمزة بن عبد المطلب .. في رجال من المسلمين رضي الله عنهم ممن أقام مع رسول الله (ص)، ولم يخرج فيمن خرج إلى أرض الحبشة، فلقيه نعيم بن عبد الله فقال له: أين تريد يا عمر؟ فقال: أريد محمدا هذا الصابىء، الذي فرق أمر قريش، وسفه أحلامها، وعاب دينها، وسب آلهتها، فأقتله؛ فقال له نعيم: والله لقد غرتك نفسك من نفسك يا عمر، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدا؟! أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم ..) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015