أسلوب التهديد يمثل الحرب النفسية التي تنصب على الداعية، بحيث تخور عزيمته وتضعف نفسه، ويستسلم للطواغيت، ويتراجع ويفتن عن دينه. ومن أنواع التهديد: التلويح بالعذاب والسجن لمن يعلن كلمة الحق، أو يسلك مسلك الدعاة في عبادتهم أو لباسهم، أو عفتهم عن الحرام، فتطلق الإشاعات وتبث بين الناس أن من يفعل ذلك فهو منضم لهؤلا الدعاة، ولا نجاة إلا بالتبرؤ منهم، ومخالفتهم عقيدة وسلوكا، والداعية الحق لا يرهبه التهديد ولا يثنيه الوعيد. بل يمضي قدما على طريق الحق منطلقا من قول الله عز وجل: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله ..} (?).
وقد رأينا تهديد أبي جهل رسول الله (ص) ينهاه عن صلاته ويتوعد بوطأ عنقه إذا سجد، فكيف أخزى الله أبا جهل بما هدد.
ومن أهم أنواع التهديد كذلك: التهديد بقطع الرزق، والإخراج من الوظيفة، وتحطيم السمعة، والنيل من الجاه، والمركز الاجتماعي المرموق .. وهذه التهديدات لن تثني المسلم الحق عن دينه، وكيف تثنيه وهو يعلم أن الله تعالى هو الرزاق ذو القوة المتين {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين} (?).
وأنه: (لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب)) (?).