مستعصية على الإبادة، ولها من القوة والصلابة والجذور في الأعماق ما يجعلها أقوى من الإفناء. ولو كان الصدام قد ابتدأ منذ اللحظات الأولى وفي المرحلة السرية لأوشك أن يقضي على كل قواعد الدعوة.
5 - ومع ذلك فلم يكن الانتقال مفاجئا بأن تكون الدعوة إلى كل العرب، لقد كانت المرحلة الثانية .. هي دعوة الأقربين {وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}.
وكما أوردنا فيما ذكر من قبل على أن الدعوة كانت على مرحلتين:
- الأولى: للأقربين الأدنين من بني هاشم وبني عبد المطلب.
- الثانية: لقريش كلها، وهي التي تمثل معظم أهل مكة في ذلك الوقت.
وقد وضحت الحكمة أكثر ما تكون في هذه المرحلة، فقد كان رصيد الدعوة مكونا من فريقين:
- الفريق الأول: المؤمنين المخلصين {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين} وهم الرعيل الأول الذين تحدثنا عنهم، وكانوا مبثوبين في كل عشائر مكة.
- الفريق الثاني: من الأقربين الأدنين وهم بنو هاشم وبنو عبد المطلب بشكل أخص، وبنو المطلب. وكان أبو طالب سيد هؤلاء جميعا. وعندما ادلهمت الخطوب جمعهم جميعا ليكونوا صفا وحدا لحماية الرسول (ص) - قائد الدعوة - مسلمهم ومشركهم على السواء، ولم يشذ عن ذلك إلا أبو لهب لعنه الله، الذي بادى رسول الله (ص)