قال: ((فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد)) فقال أبو لهب - لعنه الله -: تبا لك سائر اليوم، أما دعوتنا إلا لهذا؟! وأنزل الله عز وجل: {تبت يدا أبي لهب}) (?).
وقال الحافظ أبو بكر البيهقي في الدلائل: عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (لما نزلت هذه الآية على رسول الله (ص): {وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين} قال رسول الله (ص): ((عرفت أني إن بادرت بها قومي رأيت منهم ما أكره، فصمت، فجاءني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد إن لم تفعل ما أمرك به ربك عذبك بالنار)) قال علي: فدعاني فقال: ((يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فعرفت أني إن بادرتهم بذلك رأيت منهم ما أكره، فصمت عن ذلك، ثم جاءني جبريل فقال: يا محمد إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك، فاصنع لي يا علي شاة على صاع من طعام وأعد لنا عس (?) لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب)) ففعلت فاجتمعوا له يومئذ وهم أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون، فيهم أعمامه: أبو طالب، وحمزة، والعباس، وأبو لهب الكافر الخبيث. فقدمت إليهم تلك الجفنة. فأخذ رسول الله (ص) منها جذبة فشقها في أسنانه ثم رمى بها في نواحيها، وقال: ((كلوا بسم الله)) فأكل القوم حتى نهلوا عنه ما يرى إلا آثار أصابعهم. والله إن كان الرجل ليأكل مثلها، ثم قال رسول الله (ص): ((اسقهم يا علي)) فجئت بذلك القعب فشربوا منه حتى نهلوا جميعا. وايم الله إن كان أحدهم ليشرب مثله. فلما أرد رسول الله (ص) أن يتكلم بدره أبو