إليه، وكان بين ما أخفى رسول الله (ص) أمره واستتر به إلى أن أمره الله تعالى بإظهار دينه ثلاث سنين - فيما بلغني - من مبعثه، ثم قال الله تعالى له: {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين} (?) وقال تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين} (?). {وقل إني أنا النذير المبين} (?)) (?).
وعن أبي هريرة ورضي الله عنه قال: (لما نزلت هذه الآية {وأنذر عشيرتك الأقربين} دعا رسول الله (ص) قريشا، فاجتمعوا، فعم وخص فقال: {يا بني كعب بن لؤي انقذوا أنفسكم من النار، يا بني مرة بن كعب انقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد شمس انقذوا أنفسكم من النار. يا فاطمة بنت محمد انقذي نفسك من النار. فإني لا أملك من الله شيئا، غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها)) (?).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما أنزل الله {وأنذر عشيرتك الأقربين} أتى النبي (ص) الصفا فصعد عليه ثم نادى: ((يا صجاحاه)) فاجتمع الناس إليه؛ بين رجل يجيئ وبين رجل يبعث رسوله، فقال رسول الله (ص): ((يا بني عبد المطب، يا بني فهر، يا بني كعب: أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم أصدقموني؟)) قالوا: نعم،