وصدقت إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء)) (?).
إنه درس للمرأة المسلمة الداعية، أن تكون دعوة الله ورسوله هي التي تملأ عليها كيانها، وحياتها، ووجودها، أمام أسوتها خديجة، وأن تجعل حياتها ومالها وجاهها في سبيل الله تحمل الراية بجوار زوجها الداعية، وتكون عونا له لا عبئا عليه، تخفف عنه آلامه وهمومه، لا تثبطه وتوهنه وتجره أن يثاقل إلى الأرض.
ودرس للرجل المسلم الداعية، أن يعرف لزوجه فضلها ومحنتها في جواره، وصبرها على متاعبه، إن يتمثل عظمة الوفاء النبوي في وصل صديقات خديجة بعد وفاتها، وفي هشه وبشه لاستئذان هالة أخت خديجة.
5 - ونقف أخيرا عند الجواب العظيم لورقة بن نوفل وهو يحدد خط سير الدعوة.
(ولتكذبنه، ولتؤذينه، ولتقاتلنه. قال ((أومخرجي هم)) قال: نعم، ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عودي، ولئن أدركني يومك، لأنصرنك نصرا مؤزرا).
فبمقدار عظمة التكريم، والبشارة بأنه نبي هذه الأمة، بمقدار الثمن الباهظ الذي يدفعه ثمنا لذلك، فلن يقبل الناس أفواجا على هذا الدين منذ أول الطريق.