فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أتى جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك، فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب (?) لا صخب (?) فيه ولا نصب (?)) (?).
وقال ابن هشام: (حدثني من أثق به أن جبريل عليه السلام أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: اقرىء خديجة السلام من ربها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا خديجة هذا جبريل يقرئك السلام من ربك) فقالت خديجة: الله السلام، ومنه السلام، وعلى جبريل السلام) (?).
وإذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد خاف على نفسه عندما جاءه جبريل، لكن خديجة التي خبرت سيد ولد آدم، ما تطرق لها الشك، وقد عرفته خلقا ودينا وسموا. فقالت: كلا والله لا يخزيك الله أبدا وتحدثت عن فضائله العظمى التي لا تتناسب مع خذلان الله له (إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضعيف، وتعين على نوائب الحق) .. وعاشت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنوات المحنة العجاف، وكانت سلوانه وعونه، ومن أجل هذا مضى في التاريخ