أقرأ الكتب، قالها ثلاثا، فقيل له: {اقرأ باسم ربك}، أي: إنك لا تقرؤه بحولك ولا بصفة نفسك، ولا بمعرفتك، ولكن اقرأ مفتتحا باسم ربك مستعينا، فهو يعلمك كما خلقك، وكما نزع عنك علق الدم، ومغمز الشيطان بعد ما خلقها فيك، كما خلقه في كل إنسان، والآيتان المتقدمتان لمحمد، والآخرتان لأمته، وهما قوله تعالى: {الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم}، لأنها كانت أمة أمية لا تكتب، فصاروا أهل كتاب، وأصحاب قلم، فتعلموا القرآن بالقلم، وتعلمه نبيهم تلقينا من جبريل نزله على قلبه بإذن الله ليكون من المرسلين) (?).
4 - (ولا شك أن موقف خديجة رضي الله عنها هو من أعظم المواقف التي شهدها تاريخ الأمة المسلمة، فكانت كما قال ابن هشام: (وآمنت به خديجة بنت خويلد، وصدقت بما جاءه من الله، ووازرته على أمره، وكانت أول من آمن بالله ورسوله، وصدق بما جاء منه، فخفف الله بذلك عن نبيه - صلى الله عليه وسلم -، لا يسمع شيئا مما يكرهه من رد عليه وتكذيب له، فيحزنه ذلك، إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها، تثبته وتخفف عليه، وتصدقه، وتهون عليه أمر الناس، رحمها الله تعالى) (?).
واستحقت على هذه المواقف العظيمة أن يقرئها ربها السلام، ويقرئها جبريل السلام، تحية من عند الله مباركة طيبة.