فقد يكون الدعاة في مجتمع لا تحكمه شريعة الله، وقد يكونون في مجتمع يحارب الدعاة إلى الله ويسعى الطغاة فيه لإبادتهم، فلا يجوز أن يقف الدعاة في مثل هذه الحالة مكتوفي الأيدي، ينتظرون التصفية والإبادة، لا بد أن يتحركوا تحت أي ستار يصلون من خلاله إلى حمايتهم، وحماية دعوتهم، وإذا كانت القوانين السائدة، والأعراف الحاكمة تهيىء لهم هذه الحماية، وتمنع عنهم هذه التصفية، فحري بهم أن يستفيدوا منها، ويدفعوا المجتمع إلى التحرك من خلالها لحماية الدعوة ونصر المستضعفين.
إن الظلم مرفوض بأي صورة من الصور، ولا يشترط الوقوف ضد الظالمين فقط عندما ينالون من الدعاة إلى الله، بل مواجهة الظالمين قائمة، ولو وقع الظلم على أقل الناس، وأبعدهم عن الدعوة، لأن منع الظلم في كل أشكاله هو الذي يحول دون وصوله إليهم ونحرهم بمديته.
ويبقى هذا المبدأ العظيم الخالد هو الذي يحكم الدعاة في كل عصر.
(أ) ((ما أحب أن لي به حمر النعم)) لما يحقق من عدل، ويمنع من ظلم، أو النكث به مقابل حمر النعم.
(ب) ((ولو دعيت به في الإسلام لأجبت)) طالما أنه يردع الظالم عن ظلمه.
وأن يكون لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمر النعم، وتكون قد فاتته هذه المآثر لما أحب ذلك.
7 - والخلق الكريم الذي حبا الله تعالى به نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وما زال يزكو وينمو