وإلى قضية التحكيم يشير هبيرة بن أبي وهب المخزومي:

تشاجرت الأحياء في فصل خطبة ... جربت بينهم بالنحس من بعد أسعد

تلاقوا بها بالبغض بعد مودة ... وأوقد نارا بينهم شر موقد

فلما رأينا الأمر قد جد جده ... ولم يبق شيء غير سل المهند

رضينا وقلنا العدل أو طالع ... يجيء من البطحاء من غير موعد

ففاجأنا هذا الأمين محمد ... فقلنا رضينا بالأمين محمد (?)

...

ومن فقه هذين الفصلين نلحظ ما يلي:

1 - ظاهرة بشارة أهل الكتاب والكهان برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بلغت حد التواتر ومعرفته بشخصه - صلى الله عليه وسلم - أنه نبي هذه الأمة، ومحاولات اليهود والكهان قتله، أمر أصبح من الشهرة والاستفاضة بحيث لا يغيب على بال أي باحث. ومحمد - صلى الله عليه وسلم - في الكتب المقدسة. أصبح موضع تآليف كتب في هذا المجال، والقاعدة الأساسية فيه ذكر القرآن الكريم لهذا الأمر: {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون} (?) وما لقاء بحيرا الراهب مع رسول الله في هذا السن المبكر، ولقاء نسطورا الراهب بعد ذلك، وموقف ورقة بن نوفل إلا بعض النماذج التي تؤكد هذا المعنى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015