سابعا: من صفات الداعية: الحرص على الدقة في نقل الحديث: دل هذا الحديث على أن من صفات الداعية المخلص الحرص على الدقة في نقل الحديث؛ لقول الراوي في هذا الحديث: " أهيل أو أهيم " قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " شك من الراوي " (?).

وهذا يؤكد حرص السلف الصالح على العناية الدقيقة بنقل أحاديث رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وتبليغها للناس كما جاءت (?).

ثامنا: من صفات الداعية: الرحمة: ظهرت صفة الرحمة في هذا الحديث من قول جابر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لامرأته: " رأيت بالنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - شيئا ما كان في ذلك صبر فعندكم شيء؟ " كما ظهرت صفة الرحمة من قول النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - لزوجة جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: «كلي هذا وأهدي فإن الناس قد أصابتهم مجاعة». وهذا يبين أن الرحمة من صفات الدعاة إلى الله - عز وجل (?).

تاسعا: من صفات الداعية: تعجيل المعروف وتحقيره: دل هذا الحديث على أن من صفات الداعية الكريم: بذل المعروف وتعجيله، وتصغيره؛ قال جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «. . . طُعَيِّم لي فقم أنت يا رسول الله، ورجلٌ أو رجلان قال: " كم هو؟ " فذكرت له، قال: " كثير طيِّب» وهذا يؤكد أهمية تقديم المعروف وفعله مع عدم استكثاره؛ قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - عند ذكره لقول جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " طعيم لنا " هذا " على طريقة المبالغة في تحقيره، قالوا: من تمام المعروف: تعجيله وتحقيره " (?).

فينبغي للداعية أن يتصف بهذه الصفة الكريمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015