قالت: «ما رأيت أحدا أشبه سمتا، ودلّا (?) وهديا برسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم» قالت: «وكانت إذا دخلت على النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - قام إليها فقبّلها وأجلسها في مجَلسه، وكان النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها» (?) ومن ذلك ما فعله طلحة بن عبيد الله - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بحضرة رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - حينما قام إلى كعب بن مالك - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قال كعب: «فقام إليَّ طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وَهَنَّاني» (?).
وهذا كله يدل على أهمية المقابلة بالسلام، والتهنئة، والمعانقة، للقادم من السفر، والمصافحة عند المقابلة، فعن البراء بن عازب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا» (?) وعن سلمان الفارسي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - قال: «إن المسلم إذا لقي أخاه المسلم فأخذ بيده تحاتت عنهما ذُنُوبُهُمَا، كما تتحات الورق من الشجرة اليابسة في يومِ ريحٍ عاصفٍ، وإلا غُفِرَ لَهُمَا ولو كانت ذنوبهما مِثْلَ زبَدِ البحر» (?) وعن أنس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قال عن أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «كانوا إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا» (?).