ما هو الأقرب في حقه بالنسبة إلى حاله، فأرشده إليه" (?).

ثانيًا: حرص الصحابي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ على الجهاد في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ: إن الصحابة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم أفضل الناس وأحرص الخلق على الخير والرغبة فيما عند الله عَزَّ وَجَلَّ؛ ولهذا جاء هذا الرجل يستأذن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجهاد، فقال: «أجاهد؟» فسأله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أحي والداك؟» قال: نعم، فدله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أفضل من جهاد التطوع فقال: «ففيهما فجاهد» أي خصصهما بجهاد النفس في رضاهما (?).

وهذا كله يدل على حرص هذا الصحابي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ على الأفضل؛ وقد بين ابن حجر رحمه الله: أن هذا الرجل استفصل ". . . عن الأفضل في أعمال الطاعات ليعمل به؛ لأنه سمع فضل الجهاد فبادر إليه، ثم لم يقنع حتى استأذن فيه فدل على ما هو أفضل منه في حقه" (?). فينبغي لكل مسلم وخاصة الداعية إلى الله عَزَّ وَجَلَّ أن يكون حريصا على فعل الطاعات دائما حتى يأتيه اليقين، والله المستعان وعليه التكلان.

ثالثًا: أهمية سؤال المدعو عما أشكل عليه: إن السؤال عما أشكل من أمور الدين أمر مهم؛ لأنه يفتح للإنسان باب العلم والمعرفة؛ وقد ظهر في هذا الحديث أن رجلًا جاء إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسأله بقوله: "أجاهد؟ " ثم أرشده النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الجهاد في بر والديه؛ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "ولولا السؤال ما حصل له العلم بذلك " (?). فينبغي للمسلم أن يسأل عما أشكل عليه حتى يحصل له العلم النافع، ويرتفع عنه الجهل (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015