والذاكر استحضار عظمة الله ومراقبته، فيحصل بذلك الإِخلاص والخشوع (?) وزادهم صلى الله عليه وسلم ذكرا آخر هو كنز من كنوز الجنة: «لا حول ولا قوة إلا بالله»؛ ولهذا نقل ابن حجر رحمه الله عن ابن بطال رحمه الله أنه قال: " كان عليه السلام معلما لأمته، فلا يراهم على حالة من الخير إلا أحب لهم الزيادة، فأحب للذين رفعوا أصواتهم بكلمة الإِخلاص والتكبير أن يضيفوا إليها التبري من الحول والقوة، فيجمعوا بين التوحيد والإِيمان بالقدر " (?).
سابعا: من موضوعات الدعوة: الحث على ذكر الله عز وجل: دل هذا الحديث على أن من موضوعات الدعوة الحث على ذكر الله عز وجل، وتعليم الناس الأذكار النافعة، والدعوات الجامعة؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لعبد الله بن قيس رضي الله عنه «ألا أدلك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله» وقد أمر الله عز وجل بذكره فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا - وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الأحزاب: 41 - 42] (?) وقال عز وجل: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف: 205] (?).
فينبغي للداعية أن يحض الناس على ذكر الله عز وجل، ويرغبهم في ذلك؛ ليحصلوا على الثواب العظيم والأجر الجزيل.
ثامنا: من موضوعات الدعوة: الحض على خفض الصوت بالذكر إلا ما شرع الجهر به: ظهر في هذا الحديث أن الحض على خفض الصوت بالذكر من موضوعات الدعوة إلى الله عز وجل، قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: «يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبا إنه معكم، إنه سميع قريب تبارك اسمه وتعالى جدّه» وهذا فيه حث على خفض الصوت بالذكر؛ لأن الله عز وجل سميع قريب مجيب لا تخفى عليه خافية؛ وقد جاء في رواية لمسلم لحديث