وقال آخر: يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قَالوا غَزَوْتَ وَرسل اللهِ مَا بعثوا ... لِقتلِ نَفْسٍ ولا جاءوا لسَفْكِ دَم
جَهْل وتَضليل أَحْلامٍ وسَفْسطةَ (?) ... فَتَحتَ بِالسَّيْفِ بعد الفتح بالقلمَ
لمَا أتى لك عفوا كلّ ذي حَسَبِ ... تكفَّلَ السيف بِالجهالِ والَعَمَمِ (?)
وما أحكم ما قال الآخر:
دعا المصطفى دهرا بمكة لم يجب ... وقد لان منه جانب وخطاب
فلما دعا والسيف صلت بكفه ... له أسلموا واستسلموا وأنابوا (?)
فالعاقل ذو الفطرة السليمة ينتفع بالبينة والبرهان، ويقبل الحق بدليله، أما الظالم المتبع لهواه فلا يرده إلا السيف، وأنواع القوة والسلاح (?).
العشرون: من وسائل الدعوة: القدوة الحسنة: ظهر في هذا الحديث أن القدوة الحسنة من وسائل الدعوة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مع عظم مكانته عند الله عز وجل لم يكن يرفع نفسه عن الإِرداف على الدابة؛ قال العلامة العيني رحمه الله: " وكان يردف لتتأسَّى به في ذلك أمته فلا يأنفوا مما لم يكن يأنف منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يستنكف منه مما لم يستنكف " (?).
فينبغي الاقتداء به صلى الله عليه وسلم (?).
الحادي والعشرون: إخفاء المنافقين نفاقهم دليل علي قوة المسلمين: دل هذا الحديث على أن المنافقين يختفون بشرهم عند ظهور قوة المسلمين،