فينبغي للداعية أن يكون نشيطا كيسا. (?).
ثالثا: الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل: دل هذا الحديث على أن الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل؛ لأن التوكل يقوم على اعتماد القلب على الله مع العمل بالأسباب؛ ولهذا أمر أبو بكر رضي الله عنه أسماء أن تشق نطاقها نصفين، وتشد به السفرة، والقربة، وهذا من العمل بالأسباب وأخذ أهبة السفر: من الزاد والمتاع (?).
وسمعت العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله يقول: " السفر بدون زاد يسبب الهلكة، فيجب الاستعداد للسفر " (?) وهذا يؤكد الأخذ بالأسباب مع اعتماد القلب على الله عز وجل (?).
رابعا: من صفات الداعية: الصبر على الابتلاء والأذى: دل هذا الحديث على أنه ينبغي للداعية أن يصبر على الابتلاء والأذى، وذلك من وجهين:
1 - صبر الصحابة رضي الله عنهم على قلة ما في اليد من المال؛ ولشدة ذلك لم تجد أسماء ما تربط به سفرة النبي صلى الله عليه وسلم وسقاءه عندما أراد الهجرة هو وأبو بكر رضي الله عنه قالت رضي الله عنها: " والله ما أجد شيئا أربط به إلا نطاقي " فقال أبو بكر رضي الله عنه: " فشقيه باثنين فاربطيه: بواحد السقاء، وبالآخر السفرة " ففعلت رضي الله عنها.
2 - صبر عبد الله بن الزبير رضي الله عنه على ما ناله من الأذى من أهل الشام بقولهم له؛ " يا ابن ذات النطاقين " يعيرونه بذلك فصبر على أذاهم (?).