العقيدة، ثم بالذي يليها في الأهمية، فالذي يليه، على حسب الأحوال، والأزمان، وما يحتاجه الناس، ولا بد في ذلك كله من مراعاة الأصول الشرعية، والقواعد المرعية، ومن ذلك: تقديم درء المفاسد على جلب المصالح، وارتكاب أدنى المفسدتين لدفع أكبرهما عند التعارض، وتقديم أعلى المصالح عند التعارض بينها، والتزام الاستدلال بنصوص الكتاب والسنة على كل ما يقدمه الداعية للناس من توجيه وتعليم، وتفقيه، مع بيان خصائص الإسلام، ودلائل النبوة، وغير ذلك مما يعود على المدعوين بالخير والبركة والنجاة.
6 - أن وسائل الدعوة هي ما يستعمله الداعية من أمور حسية أو معنوية، ينقل بها دعوته إلى الناس، وأن هذه الوسائل أنواع متعددة، وأصناف مختلفة، وأنه ينبغي له أن يختار ما يناسب حال المدعو، ويستخدم جميع الوسائل في دعوته التي لا محذور فيها ولا مخالفة شرعية، ويقدم ما يحتاج إليه من الوسائل على حسب أصول الحكمة، ومراعاة الضوابط الشرعية، والمناسبة لكل حال، ويكون بذلك ناجحا بإذن الله عز وجل.
7 - أن الأساليب الدعوية هي: الطرق التي يسلكها الداعية في دعوته، والكيفيات المؤثرة المقنعة، التي يتم بها تبليغ الإسلام، والحث على تطبيقه، والعمل بأصوله وفروعه، وهي تنقل عن طريق الوسائل؛ لأن الوسائل أوعية الأساليب، ومما يدل على أهمية الأساليب كثرة أنواعها، وأقسامها، ولهذا ينبغي للداعية أن يختار الأساليب التي لا محذور فيها ولا مخالفة شرعية، ويقدم المناسب منها لكل صنف من أصناف المدعوين، ويراعي في ذلك ما يناسب عقيدة كل صنف، وعلمه، ومكانته، وجنسه، ولغته، ومجتمعه، والله هو الموفق والهادي إلى سواء السبيل.