قابله، لئلا يثير شرّا على المسلمين (?) وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أما الله فقد شفاني، وأما أنا فأكره أن أثير على الناس شرّا»، قال الإِمام النووي رحمه الله: "هذا من باب ترك مصلحة لخوف مفسدة أعظم منها، وهو من أهم قواعد الإِسلام " (?) وهذا يؤكد على الداعية العناية بالعمل بهذه القاعدة الدعوية النافعة (?).
خامسا: من أساليب الدعوة: التشبيه: التشبيه من أساليب الدعوة؛ ولهذا ثبت في هذا الحديث قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعائشة عن صفة بئر ذروان: «يا عائشة كأن ماءَها نقاعة الحناء، وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين»، قال الإِمام الكرماني رحمه الله في هذا التشبيه: "في كونها وحشة المنظر، سمجة الأشكال، وهو مثل في استقباح الصورة" (?) وقال الإِمام القرطبي رحمه الله: "وتشبيهه نخلها برؤوس الشياطين يعني أنها مستكرهة، مستقبحة المنظر، والمخبر، وهذا على عادة العرب إذا استقبحوا شيئا شبهوه بأنياب أغوال أو رؤوس الشياطين. . . " (?).
وهذا يبين أن أسلوب التشبيه يستخدم في التنفير، كما يستخدم في شد الانتباه، والله أعلم (?).
سادسا: من معجزات الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
عصمته فيما يبلغه عن ربه عز وجل وإخباره بمكان السحر: من المعجزات التي تدل على صدق نبوة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إعلام الله عز وجل له بمكان السحر، وعصمته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيما يبلغه عن ربه سبحانه وتعالى، فلم يؤثِّر السحر على عقله، ولا على رسالته، وقد ثبت في هذا الحديث أن الله عز وجل أخبره عن طريق الملكين: بأنه مسحور، وأن الذي سحره لبيد بن الأعصم في مشط ومشاطة، وأن هذا السحر في بئر ذروان. وهذا كله يدل على صدق نبُوَّته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.