الفصل الثاني
المرابطون ودفاعهم عن مسلمى الأندلس
استطاع عبدُ الرحمن الداخل أن يُؤسِّسَ إمارة أموية فى الأَنْدَلُس سنة 138هـ، وبدأ عصر الخلافة الأموية فى الأَنْدَلُس سنة (316هـ/929م) عندما أعلنها عبد الرحمن الناصر، الذى اشتهر بالحزم والذكاء والعدل، والعقل والشَّجَاعَة وحبه للإصلاح وحرصه عليه.
ووحَّد الأَنْدَلُس بالقُوَّة والسياسة وأعاد وحدتها وقوتها ومكانتها, وحارب المتمردين من حكام الشَّمَال الإسبانى وأخضعهم لشروطه.
وكان سبب إعلانه الخلافة فى الأَنْدَلُس ضعف الخلافة العباسية، وظهور الدولة العُبيدية فى الشَّمَال الإفريقي، فأعلن الخلافة، وتلقَّب بأمير المؤمنين الناصر لدين الله (?). وفى عام 400هـ / 1009م بدأ ظهور عصر الطوائف فى الأَنْدَلُس، الذى دام حتى عام 484هـ/ 1091م.
وكان ذلك بسبب سقوط الخلافة الأموية التى نخرتها الأطماع والأحقاد والصراعات الدَّاخليَّة على الحكم، وسعيُ بعض الشخصيات للمجد الشخصى متناسيًا فى ذلك مصالح الأمة وضرورة وحدتها لتقف صفًا واحدًا أمام أعدائها.
لقد انقسمت الأَنْدَلُس إلى دويلات, واتخذ حكامها ألقابهم تبعًا لحجم دويلاتهم فأحدهم: ملك أو أمير، أو والٍ أو قاض.
ونظرًا لاختلاف القوى والرياسات، فقد أخذ القوى يبطش بالأضعف، والأضعفُ يدرأ الخطر بالتحالف مع جاره القوي، وأحيانًا يستنجد بأمراء النصارى مقابل ثمن باهظ.
وتكوَّنت من هذه الدويلات العديدة أربع دِوَل رئيسية:
1 - فى جنوب الأَنْدَلُس، حكم الأدارسة الإفريقيون أو بنو حمود أصحاب مالقة،