الخُدَريُّ - رضي الله عنه - بقوله: «كان رسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أشدَّ حياءً من العذراء فى خِدرِها، فإذا رأى شيئًا يكرهه عَرفناه فى وجهه» (?).

وقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «الحياء لا يأتى إلا بخير» (?)، ومن الحياء غضُّ البصر، وخفض الجناح، وعدم رفع الصوت إلا فى وجه الباطل.

فعلى العاملين فى الدعوة إلى الله أن يُلازموا هذه الصفة الجميلة.

فالحياء المطلوب فى صفة الداعية والذى تدعو إليه الشريعة وتحثُّ عليه، هو الذى يمنع صاحبه من ارتكاب المعاصى والوقوع فى الآثام، وفى نفس الوقت يحثُّ صاحبه على العمل الدَّءُوب للإسلام، ومناصرة الحقِّ والذَّود عنه، والوقوف أمام الباطل بشتى أنواعه.

قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها قول لا إله إلا الله, وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان» (?).

إن هذا الخلق الكريم والصِّفة الفاضلة لابُدَّ منها فى أخلاق الدُّعاة الربَّانيين ولا يمنعهم هذا الخلق أن يُفرِّطوا فى طلب معالى الأمور والصعود على سُلَّم الفضائل، والوصول إلى الغايات النبيلة من تفقه فى الدين وتعلم العلم والحرص عليه.

فعن عائشة -رضى الله عنها- قال: «نِعمَ النساء نساء الأنصار، لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن فى الدين» (?).

6 - الحلم: والصفة السادسة من الصِّفَات الفطرية التى يلاحظها الباحث فى حياة الفقيه عبد الله بن ياسين هى صفة الحِلم، فنجده عندما تمكَّن من قبائل جدالة ولمتونة التى حاربت دعوته عفا عنها وأحسن إليها، وكل من انصاع لأحكام الله من المخالفين والمحاربين له عفا عنه.

والحلم كما هو معلوم سيد الأخلاق؛ فالحليم هو الذى يتحمل أسباب الغضب, فيصبر ويتأنى, ولا يثور.

من هنا ينبغى على الداعية أن يملأ صدره بالحلم, لأن طريق الدعوة محفوفة بالمكاره،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015