المبحث الخامس
علوم التاريخ والجغرافيا فى عصر المرابطين
ظهر فى عصر المرابطين عدد كبير من أعلام الرواية والكتابة التاريخية نذكر فى مقدمتهم: أبو زكريا بن يحيى بن يوسف الأنصارى الغرناطى المعروف بابن الصيرفى، كان من أعلام عصر على بن يوسف فى البلاغة والأدب والتاريخ، كتب بغرناطة عن الأمير تاشفين بن على بن يوسف أيام أن كان واليًا على الأَنْدَلُس، وألَّف فى تاريخ الأَنْدَلُس فى العصر المرابطى كتابًا سماه «الأنوار الجلية فى تاريخ الدولة المرابطية»، وكتابًا آخر سماه «قصص الأنباء وسياسة الرؤساء» , وهما مؤلفان لم يصلا إلينا مع الأسف، ولم يصل إلينا من مؤلفاته الأولى سوى شذور نقلها المتأخرون مثل ابن الخطيب خاصة روايته عن غزوة ألفونسو المحارب للأَنْدَلُس سنة 519هـ/1125م، وقد توفى ابن الصيرفى بغرناطة فى سنة 570هـ، وهناك أيضًا أبو الحسن على بن بسام الشنترينى (ت542هـ) صاحب كتاب «الذخيرة فى محاسن أهل الجزيرة» , وهذا الكتاب موسوعة أدبية تاريخية يتضمن تراث القرن الخامس الهجرى/ الحادي عشر الميلادي، وأبو عبد الله مُحَمَّد بن خلف بن الحسن بن إسماعيل الصدفي، ويعرف بابن علقمة, وهو من أهل مدينة بلنسية وله كتاب سمَّاه «البيان الواضح فى الملم الفادح» وتوفى ابن علقمة عام 509هـ/1114م، وأبو طالب عبد الجبار عبد الله ابن أحمد بن أصبغ، وله كتاب يسمى «عيون الإمامة ونواظر السياسة»، وأبو عامر مُحَمَّد بن أحمد بن عامر البلوى المعروف بالسالمي، وقد ألَّف كتابًا فى التاريخ سماه «درر القلائد وغرر الفوائد»، وأبو نصر الفتح بن مُحَمَّد القيسى الإشبيلي، والمعروف بالفتح بن خاقان، ومن تواليفه كتاب «قلائد العقيان فى محاسن الأعيان»، وكتاب «مطمع الأنفس ومسرح التأنس» , وكتاب «رواية المحاسن وغاية المحاسن» , وأبو القاسم خلف بن عبد الملك ويعرف بابن بشكوال، وكان من أعلام المؤرخين فى عصر المرابطين، وأشهر تواليفه كتابه المعروف «بالصلة»، الذى جعله تتمة لكتاب ابن الفرضى فى تاريخ علماء
الأَنْدَلُس، ومن تواليفه