وأربع على حكم الربيع بأجرع ... هزج الندامى مصفح الأطيار

وكمامة حدر الصباح قناعها ... عن صفحة تندى مِن الأزهار

فى أبطح رضعت ثغور أقاحه ... أخلاف كلِّ غمامة مدرار

نثرت بحجر الروض فيه يد الصبا ... دور الندى ودارهم النوار

وقد ارتدى غصن النقى وتقلَّدت ... حلى الحباب سوالف الأنهار

فحللت حيث الماء صفحة ضاحك ... جذل وحيث الشطر بدء عذار

والروح تنفض بكرة لمم الرُبا ... والطلُّ ينضج أوجه الأشجار (?)

لقد ازدهرَ الشعر والأدب فى عصر الأمير على بن يوسف ازدهارًا عظيمًا شهدت بذلك قصائد شعراء المرابطين التى سجلت فى ذاكرة التاريخ الخالدة.

وما قيل عن انحطاط الشعر والأدب فى عصر المرابطين أكذوبة استشراقية بان زيفها أمام حقائق التاريخ التى لا تُجامل ولا تعرف التحايل.

ولا ننسى شيوع فن الموشحات والأزجال فى عصر المرابطين، يقول ابن خلدون عن نشأة فنِّ الموشحات: «وأمَّا أهل الأَنْدَلُس، فلما كثُر الشعر فى قطرهم, وتهذَّبت مناحيه وفنونه وبلغ التنميق فيه الغاية، استحدث المتأخرون منهم فنًا يسمونه بالموشح ينظمونه أسماطًا وأغصانًا يكثرون منها ومن أعاريضها المختلفة, ويسمون المتعدد منها بيتًا واحدًا, ويلتزمون عند قوافى تلك الأغصان, وأوزانها متتالية فيما بعد إلى آخر القطعة، وأكثر ما تنتهى عندهم إلى سبعة أبيات، ويشمل كلُّ بيت على أغصان عددها بحسب الأغراض والمذاهب, وينسبون فيها ويمدحون كما يفعل فى القصائد, وتجاوزوا فى ذلك إلى الغاية واستطرفه النَّاس جملة الخاصة والكافة لسهولة تناوله وقرب طريقه» (?).

ومِن أشهر وشاحى عصر المرابطين الأعمى التطيلي, ومن موشحاته:

دمع مسفوح وضلوع حرار ماء ونار ... ما اجتمعا إلا لأمر كبار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015