وضرب المرابطون الحصار، وكان موفقًا وحقق نتائجه المطلوبة.

وكما أتقنوا فنَّ ضرب الحصار، فقد تفوَّقوا أيضًا فى فنِّ التخلص مِن الحصار، كما حدث فى تخلصهم مِن الحصار الذى ضربه الموحدون على مراكش عام 524هـ، ودام ما يقرب من أربعين يومًا، ثم تمكَّنوا وأوقعوا بالمُوَحِّدِين هزيمة منكرة عند البحيرة (?).

واهتم المرابطون بجميع الأسلحة المعروفة فى زمانهم من نشاب وسهام ورماح وسيوف ودروع ورعادات ومزاريق ودرق لمطية والأطاس.

والأسطول:

ومع توسُّع المرابطين فى المغرب الأقصى واستيلائهم على معظم مدنها ولم تبق إلا طنحة وسبتة، شعر الأمير يوسف بأهمية الأسطول البحرى لما وصلت دولته إلى شواطئ البحر الأبيض، وبعد القضاء على دولة برغواطة صاحبة الأسطول البحرى بدأ يوسف يهتم بتطوير أسطوله، واستفاد من خبرات أهل الأَنْدَلُس فى ذلك، وأصبح أسطول المرابطين يتقدم نحو الهيمنة على البحر المتوسط، وأثمرت جهود يوسف فى الاهتمام بالأسطول فى زمن ابنه علي.

وأصبح أسطول المرابطين بفضل الله تعالى، ثم قادته الكبار -وعلى رأسهم أبو

عبد الله بن ميمون- قوة ضاربة هددت النصارى فى جنوب البحر المتوسط, ونفَّس الله به كربات مسلمى الشمال الإفريقي، وحقق أسطول المرابطين انتصارات تجاوزت كل

تقدير وحسبان (?).

ز- استيلاء المرابطين على جزر البليار:

كانت جزيرة البليار خاضعة لمُجَاهِد العامرى صاحب دانية, الذى استقل بملكها سنة 405هـ، وولى عليها بعض الولاة، ولما قتل مُجَاهِد فى سنة 436هـ تولَّى ابنه على الذى وقع فى أسر بنى هود عام 468هـ ومات فى سرقسطة سجينًا عام 474هـ، وكانت جزيرة ميورقة تابعة لجزر البليار وكان بها مبشر بن سليمان الذى أعلن استقلاله بميورقة، وأما مدينة دانية فضمها المقتدر بن هود إلى سرقسطة، ولما ضم المرابطون ممالك الطوائف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015